حسن العيسى يكتب عن المفهوم الفكري لطز
نحو مفهوم فكري لكلمة 'طز'
طز، نسمعها كثيرا من سكان بلاد الشام، تعني كما فهمت من احدهم 'انت وشأنك' او 'لن اكترث لك' او اذهب للجحيم فلا فائدة ترتجى بعد ذلك. بالكويتي نقول كلمة 'بالطقاق' وهي تفيد المضمون ذاته، وتكون اكثر قسوة اذا قلت لسين من الناس 'بالطقاق يطققك'- تلفظ القاف جيما مصرية،- لكن ان كانت كلمة 'طز' او 'بالطقاق' تعنيان نوعا من التوبيخ الدارج، فانهما عندي تمثلان تنفيسا ضروريا عن احباط اسري او اجتماعي او سياسي او غيره، اصبح ضرورة لمن يريد ان 'يتعايش' مع واقع الفشل 'المستدام' في بلد، اصبح الكلام فيه عن اوهام الاصلاح الاقتصادي والسياسي والثقافي او حتى في ابسط الامور التي تحدث في الشارع كل يوم وكل لحظة تمضي من عمر يطحن فيه الانسان من غير جدوى.احادث نفسي مرات عديدة مرددا كلمة 'طز' حين اقود السيارة واشاهد حرب الشوارع وزحمة خانقة وسيارات مهشمة، ولا قانون ولا ارادة صلبة تروم ان تضع حدا لمأساة اللاأخلاق في القيادة واعمال حكم القانون.. فماذا تقول عندها وليس عندك حول ولا قوة ان تكون عطارا في زمن الجزارين؟ فقل عندها 'طز' واصمت! وتفرض الكلمة ذاتها حين نسمع عن 'بلاوي' فساد وتنفيع واستغلال سلطة تحدث في معظم دوائر الحكومة، واذا تحدثت اونقشت همها ولو برمزية مبهمة حتى لا يطالك قانون مستبد ابوي يكبس على انفاسك مثل قانوني المطبوعات والجزاء، ولكنك، آخر الامر لست وزيرا او نائبا يتكدس عند بابه طلاب الشفاعات ولست من اصحاب الهيبة، ولا تملك من امرك شيئا، فما الحل عند المثقف الملتزم بقضايا وطنه وينهش وجدانه القلق من القادم ومن بقاء الحال على حاله غير كلمة 'طز' تتنفس عبرها راحتك النفسية.من جديد، ومرة ومرتان ومرات كثيرة من غير حساب، يجب عليك ان تصرخ بكلمة 'طز' عندما تدهس في بيروقراطية الادارات الحكومية واللوائح الظالمة، وتجد وطنك خاضعا لقانونين: قانون لاصحاب الواسطة واهل الهيبة غير قابل للتنفيذ، وقانون آخر لاهل الخيبة، يتحرك بسرعة البرق متى خرقت احكامه.تجتر 'طز' عندما تقرأ المانشيتات المكررة بجرائدنا الرمضانية المسائية، تختنق بإعلانات 'الفاست فود' وتضج بأخبار 'الغبقات' الرمضانية الكل فيها يبتسم بفرح خاو ورياء دبلوماسي يفرضه دستور'الرزات'، ثم صفحة او صفحتين لمقال جدي، كتبه صاحبه لمن لا يقرأ..! تهمس في ذاتك، بعشرات 'الطزات' عندما تعود للبيت كسيف الحال، معكر المزاج، محبطا، يائسا من بقاء الحال على حاله، وتجد على طاولتك الصغيرة كتاب 'سيرتي الذاتية' لسارتر، تشدك كلمات الادب الراقي وافكار الحرية ومفهوم الالتزام، وكيف نهل منها سارتر الصغير، بينما تجد شريك حياتك مهموما بالاحاديث التلفونية، وآخر وصفات اطباق الكنافة... فهل لك غير كلمة 'طز' تطز بها نفسك؟ فهي برشام لمن هم على شاكلتك
الزميل العزيز حسن العيسى كتب عن المفهوم الفكري لكلمة طز
ولايسعنا أن نضيف على مقالته شيئا سوى
الرجوع لأسماء من ضميناهم لحملة طز لتدرك كم يستحقونها

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق